سورة الإسراء - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ} أي: ألن جانبك لهما واخضع. قال عروة بن الزبير: لن لهما حتى لا تمتنع عن شيء أحباه {مِنَ الرَّحْمَةِ} من الشفقة {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} أراد: إذا كانا مسلمين.
قال ابن عباس: هذا منسوخ بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} [التوبة- 13].
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن يزيد عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن- يعني السلمي- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ إن شئت أو ضيع».
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الزراد أخبرنا أبو بكر محمد بن إدريس الجرجاني أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الماليني أخبرنا حسن بن سفيان حدثنا يحيى بن حبيب بن عدي حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد».
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب بن تمتام الضبي حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر».
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد بن باموية الأصفهاني أخبرنا أبو سعيد أحمد بن زياد البصري أخبرنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا ربعي بن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل أتى عليه شهر رمضان فلم يغفر له ورغم أنف رجل أدرك أبويه الكبر فلم يدخلاه الجنة».


{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ} من بر الوالدين وعقوقهما {إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ} أبرارا مطيعين بعد تقصير كان منكم في القيام بما لزمكم من حق الوالدين وغير ذلك {فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ} بعد المعصية {غَفُورًا}.
قال سعيد بن جبير في هذه الآية: هو الرجل يكون منه البادرة إلى أبويه لا يريد بذلك إلا الخير فإنه لا يؤاخذ به.
قال سعيد بن المسيب: الأواب: الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب.
قال سعيد بن جبير: الرجاع إلى الخير.
وعن ابن عباس قال: هو الرجاع إلى الله فيما يحزبه وينوبه.
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: هم المسبحون، دليله قوله: {يا جبال أوبي معه} [سبأ- 10].
قال قتادة: هم المصلون.
قال عوف العقيلي: هم الذين يصلون صلاة الضحى.
أخبرنا أبو الحسن طاهر بن الحسين الروقي الطوسي أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون صلاة الضحى فقال: «صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى».
وقال محمد بن المنكدر: الأواب: الذي يصلي بين المغرب والعشاء.
وروي عن ابن عباس أنه قال: إن الملائكة لتحف بالذين يصلون بين المغرب والعشاء وهي صلاة الأولين.
فهو يؤوب وهو رجل آئب من سفره وأواب من ذنوبه.


قوله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} يعني صلة الرحم وأراد به: قرابة الإنسان وعليه الأكثرون.
عن علي بن الحسين: أراد به قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
{وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} أي: لا تنفق مالك في المعصية.
وقال مجاهد: لو أنفق الإنسان ماله كله في الحق ما كان تبذيرا ولو أنفق مدا في باطل كان تبذيرا.
وسئل ابن مسعود عن التبذير فقال: إنفاق المال في غير حقه.
قال شعبة: كنت أمشي مع أبي إسحاق في طريق الكوفة فأتى على باب دار بني بجص وآجر فقال: هذا التبذير.
وفي قول عبد الله: إنفاق المال في غير حقه. {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} أي: أولياؤهم والعرب تقول لكل ملازم سنة قوم هو أخوهم {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} جحودا لنعمه. {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ} نزلت في مهجع وبلال وصهيب وسالم وخباب كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم في الأحايين ما يحتاجون إليه ولا يجد فيعرض عنهم حياء منهم ويمسك عن القول فنزل: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ} وإن تعرض عن هؤلاء الذين أمرتك أن تؤتيهم {ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} انتظار رزق من الله ترجوه أن يأتيك {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا} لينا وهي العدة أي: عدهم وعدا جميلا وقيل: القول الميسور أن تقول: يرزقنا الله وإياك.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8